- المقالات
- الاستدامة
- الاستدامة العامة
فوز الشركات الناشئة في برنامج تسريع التأثير الاجتماعي C3 لعام 2020
ثلاثة من رواد الأعمال الحاصلين على الجوائز يشاركون تجاربهم والدروس الأساسية التي استقوها من البرنامج الاجتماعي والبيئي.
قام برنامج تسريع التأثير الاجتماعي C3 المدعوم من قبل بنك HSBC بمنح جوائز إلى ثلاثة شركات ناشئة من أصل مئات الشركات المتقدمة الساعية لتعلم كيفية زيادة مستوى تأثيرهم الاجتماعي والبيئي وتسريع نمو أعمالها.
وبالنسبة للجولة النهائية من المسابقة، قام برنامج C3 وبرنامج الاستدامة الإقليمية لرواد الأعمال في المجال الاجتماعي لدى بنك HSBC بوضع قائمة بالمرشحين النهائيين ضمت 24 شركة قائمة من واقع 645 شركة متقدمة من ثمانية دول من منطقة الشرق الأوسط تمثل قطاعات متنوعة تشمل التعليم والصحة والطاقة المتجددة والتجزئة. وتساهم الشركات المؤهلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لمنظمة الأمم المتحدة.
ويفتخر بنك HSBC بدوره كشريك في البرنامج الذي يمثل حجر الزاوية لالتزام البنك طويل الأجل لدعم المجتمعات والمؤسسات التي تسعى للابتكار والاستدامة في منطقة الشرق الأوسط.
الفائزين في البرنامج
حلت مؤسسة Clever Play، وهي مؤسسة تعليمية بحرينية ناشئة توفر خدماتها إلى أكثر من 15.000 من طلاب المدارس، في المرتبة الأولى ضمن برنامج C3 لتأتي بعدها بالمرتبة الثانية مؤسسة YallaGive، وهي منصة إماراتية لجمع المساهمات والتبرعات الخيرية.
بينما حلت مؤسسة Joon في المرتبة الثالثة، وهي منصة لدعم تصاميم ومبيعات المنتجين الحرفيين من الفئات المجتمعية الفقيرة ومقرها في تركيا. وستجرى مراسم التصفيات النهائية بشكل افتراضي لهذا العام بسبب جائحة كوفيد-19.
التواصل مع النظراء من ذوي الأفكار المماثلة
قالت السيدة لطيفة الخليفة، الرئيس التنفيذي لمؤسسة Clever Play التعليمية: "من أحد أهم التجارب العالقة في ذاكرتي شخصياً كانت قدرتي على التواصل مع المؤسسات المشابهة لنا من حيث التوجهات والأفكار من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا. ولقد أدهشنا البرنامج بشكل كلي من حيث القيم والمبادئ التي يطرحها لشركات الأعمال المسؤولة اجتماعياً.
ولقد كانت التجربة التي خضتها في هذه البرنامج غنيةً ومفيدةّ للغاية، حيث أن برنامج تسريع التأثير الاجتماعي C3 يوفر لنا أفكار فريدة من الموجهين والخبراء في مختلف المواضيع وكذلك الأمر من نظرائي."
أطلقت مؤسسة Clever Play أعمالها في عام 2018 برسالة هدفها إلهام وتمكين وتعليم الأطفال بين سن الثلاثة أعوام إلى 14 عام من خلال برامج تعلمية تركز على المستقبل في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والفنون والرياضيات. وتعمل على دعم النظام التعليمي الحالي باستخدام طرق ممتعة لتأهيل الطلبة بالمهارات التي يحتاجوها لمواجهة التحديات المستقبلية مثل التغير المناخي.
ومع وجود أكثر من 40 شريك، تهدف هذه الشركة الناشئة إلى جمع مبلغ قدره 100.000 دولار أمريكي لتطوير منصتها عبر الانترنت وتوسيع نطاقها في الدول المجاورة مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حيث توفر أسواق التعليم الكبرى في القطاع الخاص فرص نمو مثيرة للاهتمام.
استقراءات التأثير الاجتماعي
بالنسبة لعبد الله النعيمي، الرئيس التنفيذي لمنصة YallaGive، فإن برنامج C3 قدم أفكاراً قيمة عن كيفية تقديم التأثير الاجتماعي لشركته بكل وضوح ورؤية للمستثمرين وأصحاب المصلحة للحصول على المزيد من جذب الأعمال.
وبالتعليق على ذلك، قال عبد الله النعيمي: "قمنا بتطبيق برنامج تسريع التأثير الاجتماعي C3 بسبب اعتقادنا أنه فرصة عظيمة لنا للظهور وتعلم الكثير بشأن قياس التأثير. ويوجد لدى برنامج C3 العديد من الشركاء القادرين على مساعدتنا بشكل حقيقي لتسريع أعمالنا."
ومن خلال دعم المشاريع البيئية والإنسانية وتقديم مساعدات الدعم للمتضررين من تبعات جائحة كوفيد19 فإن مؤسسة YallGive تعتبر أول منصة لجميع المساهمات والتبرعات الخبرية عبر الانترنت في منطقة الشرق الأوسط.
ولقد نجحت الشركة الناشئة، التي يبلغ عمرها عام واحد والتي تعمل مع 227 جمعية خيرية و86 مؤسسة، في تسجيل أكثر من 2700 جامع للتبرعات وجمعت أكثر من 16 مليون دولار أمريكي من التبرعات الخيرية.
وأضاف النعيمي قائلاً: "كنا نعرف أننا مؤسسة مدفوعة بالتأثير الاجتماعي ولكننا لم يكن لدينا القدرة على إثبات رسالتنا ورؤيتنا بشكل واضح. ولقد ساعدنا برنامج C3 في تعلم الأساليب والتوجيهات بشأن كيفية إثبات تأثير ورؤية شركتنا حتى يتمكن مستثمرينا وأصحاب المصلحة من رؤية قيمتنا بطريقة أكثر وضوحاً."
وتهدف مؤسسة YallGive لجمع 68 مليون دولار أمريكي من الأسواق الجديدة وحوالي 18 مليون دولار أمريكي من الإمارات العربية المتحدة على مدى الأشهر الـ 16 القادمة بهدف الوصول إلى مبلغ 1 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030 لدعم الأعمال الخيرية حول العالم. وعلى المدى المتوسط نتطلع إلى توسيع نطاق أنشطتنا في المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا.
تعزيز شبكات التواصل
من أحد الدروس الأساسية التي استخلصتها الرئيسة التنفيذية لمنصة Joon هو فهمها وإدراكها لحاجتها لإنشاء مجتمع من المنتجين والمبتكرين القادرين على دعم بعضهم البعض بدلاً من الاعتماد على نموذج مدار مركزياً.
وقالت دويجو فاتان، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لمنصة Joon: " عندما يتعلق الأمر بالأوقات الصعبة مثل التي نعيشها في الوقت الحالي بسبب الجائحة، أدركنا أننا بحاجة لإحداث تحول منظم في قطاعنا الإنتاجي بالكامل وأن مؤشرات الأداء الرئيسية لمنصة Joon بحاجة لأن تكون أكثر توجهاً نحو إحداث التأثير".
وأضاف بالقول: "يعمل أحد أعضاء الفريق لدينا بشكل خاص على هذه المشكلة، ولكن في نفس الوقت، يقوم جميع أعضاء الفريق باتباع مقاييس تأثيرهم بأنفسهم."
ومنذ بداية تأسيسها في أنقرة عام 2017، فإن رسالة المؤسسة هي إيجاد حياة كريمة وإبداعية وانتاجية للأفراد المحرومين اجتماعياً. وتتشارك مع 110 منتج وأكثر من 300 مستفيد وكذلك 20 منظمة غير حكومية ومجموعات المجتمع المدني.
ولقد برز تحويل أعمالها إلى المنصة الرقمية كاستجابة للأوضاع التي فرضتها جائحة كوفيد-19 وقيامها بتطوير منتجات رقمية جديدة وإنشاء مجتمع منتج، كحاجات فورية للمؤسسة والتي تمثلت بجمع تبرعات بقيمة 500.000 دولار أمريكي كمحاولة منها لزيادة نطاق المستفيدين وتطوير قدراتهم وإمكاناتهم.
وبينما تركز مؤسسة Joon حالياً على توسيع شبكتها في تركيا، فهي تسعى إلى تكرار نموذج عملها وتوسيع نطاقه لتشمل المجتمعات الفقيرة في أسواق أخرى من منطقة الشرق الأوسط وتعتبر أفريقيا وآسيا ضمن نطاقها على المدى الطويل.
أبواب مفتوحة للعقول المنفتحة
بالنسبة للشركات الأخرى، فإن نصيحة السيدة فاتان لها هي أن تكون مستعدة لاعتماد نهج جديد في حالة عدم نجاح نهجها الحالي.
وأضافت بالقول: "بصفتي كرائدة أعمال، فإن الدرس الذي استقيته من البرنامج هو الاستعداد لتجاوز أي معوقات وفتح آفاق جديدة عندما لا تسير الأمور على النحو الذي تتمناه."
ولقد اتفق معها الفائزون الآخرون بهذا الرأي.
كذلك قالت لطيفة الخليفة: "كن صادقاً في نواياك ولكن مرن في طريقتك. وتمتع بعقلية منفتحة لأنها تقود إلى فتح الأبواب."
واختتم عبد الله النعيمي حديثه بتقديم نصيحة للمشاركين الآخرين بأن يتحلوا بالمرونة: " احرصوا على التركيز على رسالتكم ورؤيتكم وتحديد المعوقات التي قد تنشأ في المستقبل كفرصة للتغلب عليها."